قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (3)
8861 مشاهدة print word pdf
line-top
نعمة التوحيد

ونعمة ثالثة: وهي نعمة التوحيد؛ الذي هو: إخلاص العبادة لله تعالى، وترك عبادة ما سواه؛ فإنها من أجل النعم. وقد كانت هذه المملكة وكثير من الدول ومن البلاد غيرها قد فشا فيهم الشرك وكثر فيهم عبادة القبور، فوفق الله -في وسط القرن الثاني عشر- عالما جليلا هو: الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فتبصر في حالة الناس، ودعاهم إلى التوحيد، وكان فريدا وحيدا؛ ولكن يسر الله له أميرا مخلصا هو: الإمام محمد بن سعود وهو والد الأسرة المالكة في هذه الدولة -وفقها الله- فكان من هذا الكلام، ومن هذا التنفيذ إلى أن ظهر التوحيد، وإلى أن دان أهل هذه الجزيزة بالإخلاص لله تعالى، وتركوا عبادة الأوثان، وعبادة الأموات، وجعلوا عبادتهم لله وحده، فهذه من أجل النعم، فإن الشرك يحبط الأعمال، ومن الشرك: عبادة القبور، بالذبح لها، وبالطواف عندها، وبالوقوف عندها، وبدعاء الأموات من دون الله تعالى. فاحمدوا الله تعالى على هذه النعمة، واعترفوا لله بفضله.

line-bottom